جسدٌ مدميٌّ يسير بسكون ينظر إليه المارون بدهشة . لم يوقفه أحد .كان ينزف بغزارة تاركا خلفه أثرا من دمه ، كأنّه نهرٌ جارٍ يبحث عن مصبه . سمع شيخ أعمى بأمره فحمل عصاه تدله إلى الطريق . يسترق السمع .. ﻻ شيء يسمع وﻻ همس حتى . حبس الكل انفاسَهم من هول ما يرون . وصل الجسد حيث الشيخ فتوقف ، استدار نحوه. أرتجف .تقدم . انحنى أمامه حتى مسّ قدميه . بكى .صرخ “ولدي عزيزي أنت حي ؟” لم يَرُد الجسد بل نام على الأرض و دمائه تحفر تحته حفرة . انغرس فيها ، نبت كـ شجرة عملاقة أخضرت بـ لحظة . تلمّسها الأب وهو ينادي “ولدي أين أنت إني أشم عطرك ؟” . ﻻ جواب يسمع ، الكل ساكن . تهاوى متألما . انحنت الشجرة وتلقته حبًا. جاء الصوت “أبي جئت إليك ومن أجلك، لقد رفضتُ الموت وحمّلوني رفاقي دمائهم كي أزرع عندك بهم كلهم شجرة . تركتُ رأسي هناك كي أبقى حيث هم فـ روحي معهم حرة.. الشجرة بعض من جسدي بقربك فتنازل لي عن بكائك فدموعك تحرقني ألما و حسرة “.
ابتهال الخياط
